في ذكرى السيدة العظيمة.. علا لطفي زكي
بقلم: أسامة حراكي
البداية كانت مع معهد الأورام الذي لم يعد كافياً لمواجهة طوفان المرضى، وأغلبهم من غير القادرين، واحتلال الأطفال لمراكز متقدمة في سباق الموت بسبب هذا المرض، تتبنى سيدة فكرة إنشاء مستشفى متخصص لعلاج أورام الأطفال، وتتحمل تكلفة دراسة الجدوى بالكامل، إضافة إلى التخطيط والتصميم، طارقة كل الأبواب من أجل الوصول إلى الحلم، أن تصبح مصر بلا مريض سرطان، حلم الحفاظ على بسمة الأطفال في مواجهة توحش المرض.
رغم كونها زوجة لرجل أعمال شهير، إلا أن طلباتها لرجال الأعمال بمد يد العون قوبلت بالرفض الشديد والجفاء في معظم الأحيان، حتى قررت أن يكون مشروعها الخاص كما كان حلمها الخاص، ليخرج الحلم للنور يوم 7 يوليو 2012، مجسدا عزيمة سيدة صنعت المستشفى الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
على مدى عشرين سنة، حاربت المرض بالعزيمة وجسدته في حلمها المتمثل في مستشفى تحارب المرض لكل المصريين، لازال عمال وأطباء المستشفى يروون كيف كانت تحتضن الأطفال عقب خروجهم من غرفة العمليات، لتجفف دموعهم وتخفف آلامهم وتتحاور مع أمهاتهم، وتقدم لهن نصائحها وإرشاداتها وتتابع احتياجاتهن.
كانت أول متبرع لهذه المستشفى رغم كونها مؤسستها، لتضرب مثالاً للعطاء أمام الجميع، حيث تبرعت بعشرة ملايين جنيه لبدء أعمال البناء، وبعد وفاتها قرر زوجها رجل الأعمال رؤوف غبور، التبرع للمستشفى بــ 20 مليون أخرى اكراماً لها ووفاءاً لذكراها.
في يوم السبت 14 يناير 2012 كانت آخر حفلات المستشفى بحضور هذه السيدة العظيمة، كانت الاحتفالية لتكريم المتبرعين الدائمين في برنامج “كفالة السرير” لعلاج المرضى، وذلك بالتزامن مع مرور 5 سنوات على تشغيل المستشفى في يوليو عام 2007
بعد رحلة طويلة من المعاناة والألم مع مرض السرطان، وبعد رحلة علاج قصيرة في أمريكا لنحو أربعة شهور، فتحت الكاتدرائية المرقصية أبوابها في 18 ديسمبر 2012 للصلاة عليها، لتنطلق روحها الطاهرة إلى السماء محاطة بصلوات ودعوات عشرات الآلاف من الأطفال وأسرهم الذين أحاطتهم بحنانها وعطائها، رحم الله السيدة العظيمة “علا لطفي زكي” تلك السيدة التي لم تكتشف حقيقة مرضها إلا بعد الانتهاء من مشروعها العظيم، والذي ما زلنا نحاول استكماله حتى الآن.. مستشفى سرطان الأطفال 57357.
المزيد من الموضوعات
عمر الشريف يكتب: فلا يؤذين
عمر الشريف يكتب: تصرف حتى أراك
أسامة حراكي يكتب: المرأة والعنف ضدها