وسيط اليوم

جريدة الكترونية عربية

خالد علم يكتب: إن لم تحسن إستقبال رمضان فأحسن ختا مه…

خالد علم يكتب: إن لم تحسن إستقبال رمضان فأحسن ختا مه…

كتب خالد علم

 وسيط اليوم

11/4/2023

من كان يعبدُ رمضان، فإنَّ رمضان يكاد ينتهي، ومَن كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموت: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

رمضان سوق نُصب ثم انفضَّ، كسب فيه البكاؤون من خشية الله، الصائمون ابتغاء مرضات الله، الذين جعلوا أيديهم ممرًّا لعطاء الله، الذين بلغوا تقوى الله.

ذهب معظمه وبقي أعظمه، وإن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطن منكم.
أذا تهاونت في أول رمضان في الصلوات فلا تتهاون في أخرة.

اعلموا رحمني الله وإياكم تفكَّروا في سرعة مرور الليالي والأيام الفضيلة، وانقضاء الشهور والأعوام، فقد كان بيننا في العام الماضي أشخاصا كان يرتجى عمرهم ولكن الأن بين يدى من لا يغفل ولا ينام.

واعلَموا أن بمرور الايام تنقص أعمارُكم، وتُطوى صحائفكم، وترفع أعمالُكم، وتقتربون من آخرتكم، وتُقبلون على ربكم، فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة، قبل انقضاء الفرص السانحة، والأوقات المربحة والأعمال الفالحة.

فطوبَى ثم طوبى لشابٍّ نشأ في عبادة ربِّه طاعة لله، وطوبَى لرجلٍ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه من خشية الله ، وطوبَى لفتاة أُمِرَتْ بالحجاب، فقالتْ: لبَّيك وسعديك يا الله، وطوبَى لامْرأة أطاعتْ زوجَها وربت أولادها، وصامتْ شهرَها، وصلَّتْ خمْسَها ،وحفظت فرجها حُبًّا في الله، وطُوبَى لِمَن أطْعمَ أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورَحِمَ أيتامًا، ووَصَلَ أرحامًا، ونَصَرَ مظلومًا!

رمضان ضيفٌ كريمٌ لا يزورنا إلا مرة كلَّ عام، يوشك أن يرحلَ، من الناس مَن أحسنَ استقباله، ومِن الناس مَن أكرمَ زيارته، ومِن الناس مَن أجملَ ضيافته، ومِن الناس مَن أحسَن صيامَه وقيامَه، ومن الناس مَن رحلَ عنه رمضانُ وهو يَحملُ له أسوءَ الذكريات.

ها أنتم تودِّعون أفضل الشهور شهر الرحمة والخير والتجليات والبركة بكل الحزن والأسى، يأرب أشهدك أننا لم نعرف اجتماعًا ولا تآخيًا ولا إحسانًا ولا تجانسًا ولا تعاطفًا كما هو الحال في شهر رمضان، وما عرفوا للعبادة لذة، وما تذوقوا للطاعة طعمًا، كما في شهر الصلاة والقيام، شهر البر وصلة الأرحام، شهر القرآن والاحسان، شهر رمضان.

ها أنتم تودِّعون شهر رمضان مرتحلًا عنكم بأفعالكم واعمالكم وأقوالكم، فهو شاهدٌ لكم أو عليكم، فنسألك ياربنا أن يكون شاهد لنا لا علينا، فهنيئًا لمن كان هذا الشهر شاهدًا له، وويلٌ لمن كان شهر رمضان خَصمه وعدوه، والحسرة والندامة لمن كان رمضان شاهدًا عليه.
اللهم اجعَلنا لك من الذاكرين الشاكرين المنيبين المخبتين، الفرحين المستبشرين يا ربَّ العالمين.

Follow by Email
Instagram
Telegram
WhatsApp
× اتصل الآن